كارل فرانكل_مجلة "جرين فيوتشر"
ترجمة: م. محمد منصور
سيشهد قطاع غزة قريبا بناء ما يقرب من 20 مدرسة "صديقة للبيئة" حيث تكون الإضاءة والطاقة فيها بمصادر طبيعية: من الشمس ومن الطاقة الحرارية الأرضية "جيوثيرمال". والمدارس - التي هي من تصميم المعماري الإيطالي ماريو كوسينيلا ذو الميول المعمارية الخضراء- ستعمل على جمع مياه الأمطار بالإضافة إلى إعادة تدوير المياه العادمة لتقليل الاعتماد على مصادر المياه الشحيحة في المنطقة. ومن الناحية المعمارية فإن المدارس ستشمل بعضا من العناصر الإسلامية التقليدية "كالمشربيات" والتي تستخدم كذلك بغرض التظليل والسماح بالتهوية. بتكلفة 2 مليون دولارا أمريكيا للمبنى الواحد، فإن الكلفة الإنشائية للمبنى لا تعد رخيصة، إلا أن التكلفة تعد ضمن المعدل المسجل في قطاع غزة – ذلك أن القطاع يشهد ارتفاعا حادا في الأسعار نتيجة للحصار والعزل الاقتصادي المضروب عليه. ستبنى المدرسة الأولى في مدينة خانيونس جنوبي القطاع بتمويل من "الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية" ويتوقع أن يتم الشروع في البناء لاحقا هذا العام حالما توافق السلطات الإسرائيلية على مرور مواد الإنشاء اللازمة. بالإضافة فإنه سيتم العمل على تطوير خطة أكثر شمولية للمدارس الصديقة للبيئة–تشمل تبني خطوط توجيهية بيئية "خضراء" للإنشاء والتحديث- حالما يكتمل المشروع الرائد الأول.
المخطط هو وليد شراكة بين وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" (والتي تدعم وتقدم خدمات لللاجئين الفلسطينيين) وبين مكتب كوسينيلا للعمارة ( والذي يقدم خدماته بشكل غير ربحي). يقول يوجو بوت –مدير العلاقات الخارجية والمشاريع في الأونروا- "نحن نملك إيمانا مشتركا بأن التكنولوجيا صديقة البيئة والاقتصاد الموجه بيئيا يمثلان المسار نحو التطوير المستدام في قطاع غزة وما هو أبعد " ويرى خالد سبعاوي1–مؤسس شركة مينا جيوثيرمال المحلية للطاقة الخضراء- أن هذا النهج وثيق الصلة بالاحتياج الفلسطيني، فالأسعار المحلية للطاقة هي من الأكثر غلاء في المنطقة. "إن معدل النمو السكاني لدينا يقارب 3.9% في غزة و حوالي 2.9% في الضفة الغربية، وبهذا المعدل فإنه بحلول عام 2050 فإن الكثافة السكانية لدينا ستجاوز تلك الموجودة في بنجلاديش. أضف إلى ذلك أن خمسين إلى ستين في المائة من السكان هم دون الخامسة والعشرين، هؤلاء بالتاكيد هم بحاجة إلى مساكن تؤيهم ومدارس يتعلمون بها"، ويضيف سبعاوي أن الاحتلال كان له أثره الخانق على الاقتصاد الفلسطيني الذي غدا معتمدا بشكل رئيسي على برامج المنح الدولية – والتي هي في معظمها بعيدة كل البعد عن قيم الاستدامة. "هم يبحثون عن الحلول الأقل تكلفة بغض النظر عن معدلات استهلاك الطاقة والكلفة البيئية"، وعلى النقيض يرى سبعاوي " أن هذا البرنامج سيدعم استقلال الطاقة وسياعد الجيل الناشئ ليكونوا أكثر وعيا بالطاقة والمفاهيم البيئية".
المشروع يدعم استخدام مواد البناء المتوفرة محليا والنظام الإنشائي البسيط، وتقليل استخدام التكنولوجيا المتطورة الباهظة.
ناتج ثاني أكسيد الكربون من عمليات (التدفئة، التهوية، التكيف) :- 100%
محروقات: صفر، ثاني أكسيد الكربون: صفر، احتياجات المياه: -60%.
التدفئة: 7 kWht / mq y
التبريد: 0 kWhf / mq y
____________________________________
1 شاهد محاضرة خالد سبعاوي في مؤتمر تيد -اكس- رام الله http://www.menageothermal.com/index.php?TemplateId=5&PageId=2&VideoId=5 (المترجم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق