الجمعة، 16 أبريل 2010

في الغربة


هو يوم آخر يا أمي...... تتفجر في جرحي الأنهر
تمتد بعمري صحراءٌ، والريح بأحزاني تصفر
والمعنى صار بلا معنى، والحبر يموت على الأسطر
هو يوم آخر يا أمي...

ما بال سفيني هامدة، وبلادك نحوي لا تبحر
كم يوما ظل لكي ألقاك، حنيني لا يصبر أكثر
وبكل مساء يا أمي أخلو بهمومي، أتضور
لأسجلها وجعا آخر، صفحات يملأها الدفتر:
"هو يوم آخر يا أمي ببريق عيونك لم أظفر"

أتذكر، إني يا أمي، في كل مساء أتذكر
أتذكر كنا أطفالا، بمدارك نلهو كالأقمر
نصحو وننام على كفيك، بزنبق روحك نتدثر
وكلامك يحلو، ولا أحلى، يتماهى في قطعة سكر
يروى قصصا وحكايا، والليل على خدي يسهر
ونروح بها دنيا أخرى، ونجيء، نروح ولا نفتر

أشتاق ضياءك يا أمي، وصفاء في الوجه الأزهر
وحنانا يسري من عينيك رذاذا فيهِ أتعطر
وشعاع الشمس على وجهي بظلال رموشك يتكسر
يرسم ألوانا، وجنانا، وسمائي في الشعر الأسمر
يا أروع أم، من دونك، هل يبقى من معنى يذكر!

الأرض يا أمي موحشة، والحب شحيح يتبخر
قد جفت كل معانيها، عطشي أنهار تتفجر
وبلادي دونك ضيقة، وسمائي تأبى أن تمطر
والعالم تحتي مضطرب، ألواح جليد تتكسر
وجبال الأرض على كتفي، والنار بأوجاعي تصهر
وفراقك دوما يدميني بسياط الغربة والمهجر

يا أمي.....
هل أرجع يوما يا أمي، لأقبل خافقك الأطهر
كي أدرك أني إذ أكبر، عن لمسة حبك لا أكبر
يا أحلى أم، وحياتي، قنديلي من نورك يسجر
قد خفت، أجنّ، حين أموت، بحمى أقدامك لا أقبر

6-4-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق